Iraqi Cultural Attache الملحقية الثقافية العراقية في لندن
يتربع العراق المعاصر على ارض ما كان يسمى ببلاد ما بين النهرين التى كانت مهدا لحضارة انسانية عريقة امتدت منذ الاف السنين قبل الميلاد، حيث تشير الدراسات التاريخية الى ان فجر الحضارة بدأ فى العراق بحدود سنة 5000 قبل الميلاد، فكانت أولى الشرائع المدونة فى العالم قد ظهرت فى العراق القديم وتم تدوينها باسلوب علمى وبلغة قانونية دقيقة، و الانسان العراقى هو أول من ابتدع الكتابة فى تاريخ الانسانية فى الربع الاخير من الالف الرابع قبل الميلاد. وتوالت على العراق فى العصور القديمة عهود مختلفة ابتدات بعصر فجر السلالات مرورا بالحكم الاكدى، الحكم السومرى، الحكم البابلى والاشوريين. وقد تطورت الزراعة خلال تلك العهود، وتعتبر النخلة اقدم واهم شجرة فى تاريخ العراق الزراعى القديم حيث اختص العراق بزراعة النخيل منذ فجر التاريخ، وساعد تطور الزراعة فى العراق على الاستقرار ومن ثم نشوء الحضارات المتقدمة وازدهارها.
يقع العراق فى الجزء الجنوبى الغربى من قارة اسيا، يحده من الغرب الاردن وسوريا، ومن الشمال تركيا ومن الشرق ايران، ومن الجنوب الكويت والسعودية والخليج العربى. وتبلغ مساحته حوالى 437072 كلم2 ويبلغ تعداد سكانه حوالى 28 مليون نسمة. العراق مقسم الى 18 محافظة، عاصمة جمهورية العراق هى بغداد وتقع فى وسط العراق ويخترقها نهر دجلة وبناها الخليفة المنصور فى العقد الاول من القرن الثامن الميلادى عاصمة للدولة العباسية، وهى من اهم مراكز العلم وملتقى للعلماء والدراسين لعدة قرون من الزمن.
يجرى نهرا دجلة والفرات فى العراق وينبعان من هضبة ارمينيا ويتجهان الى الجنوب ويلتقيان على بعد 100 كلم شمال البصرة ليكونا مجرى واحد يسمى شط العرب ويصب فى الخليج العربى. العراق يتميز بتنوع عرقى وطائفى ويشكل العرب الغالبية العظمى فيه ومن ثم الاكراد فالتركمان ثم مجموعات عرقية اصغر. الدستور العراقى يقر اللغات العربية والكردية لغات رسمية، واللغة الانكليزية هى اللغة الاجنبية الاكثر انتشارا.
يعتمد اقتصاد العراق المعاصر على انتاج النفط بشكل كبير بالاضافة الى المحاصيل الزراعية، كما ان العراق يتميز باحتوائه على معادن غنية اخرى كالكبريت والفحم والفوسفات، وبسبب موقع العراق الجغرافى وكثرة ثرواته كان محط اطماع القوى الاستعمارية على مدى العصور.
وعلى الرغم من الظروف العصيبة والتحديات الكبيرة التى مر بها العراق فى عصوره المتأخرة الا انه ينهض حاليا ليحتل موقعه القيادى المتميز ويحقق الازدهار فى مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ليكون منبرا للعلم وعاصمة للثقافة وشمعة لاتنطفا مهما هبت رياح التحدى.