سلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركات
تحيات طيبات مع المحبة والمودّة والحمد لله رَبّ العالَمين
وَقُل ربِّ زدْدني عِلماً….
قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ….
أنتم أيها الأحبة كنوز الحاضر وثروة المستقبل لبلدنا العراق نرعاكم ونحميكم ونتواصل معكم ونقدّم لكم كل العون والمساعدة فيما تحتاجون إليه امتثالاً للمسؤولية الوطنية والإدارية وأداءً للأمانة التي كلفتني بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق متمثلة بمعالي الوزير والسيد الوكيل العلمي والسيد مدير عام دائرة البعثات والعلاقات الثقافيّة، ووفاءً للعهد الَّذِي قطعته على نَفْسِي مُنذ أن بدأت عملي في التعليم العالي ولعقود طويلة من الزّمن سواء كان ذلك داخل بلدنا أو خارجه، بأن اكون وفياً ومخلصاً ومتفانياً في عملي وأن اكون عوناً وسنداً وداعماً وراعياً لكلِ طالبةٍ وطالب في تحقيق طموحاته العلمية والحصول على أعلى الشهادات لأكاديمية في سوح العلم والمعرفة بأنواعها. واسمحوا لي أضع رؤيتي في العمل بين يديكم بما يأتي:
١. أنني أودّ أن أُؤكد أن الهدف الرئيس الذي تسعى اليه ملحقيتنا الإقليمية في لندن والدوائر الثقافية الملحقة بها، الى تحقيقه والعمل من أجله هو خدمة ابنائنا واخواننا الطلبة الدارسين في بريطانيا وباقي الدول التابعة لعملها والتي تمثل ساحة عمل واسعة ومتباعدة.
٢. أنكم أيها الطلبة الأحبة أينما كُنتُم أنتم أبنائي وإخواني أفخر وأفتخر بكم ونتباهى بكم وبعطائكم العلمي والعملي ويهمني أمر كلّ واحد مِنكُم وكذلك فإني قد أبلغت جَمِيع الزملاء الأعزاء العاملين في هذه الدوائر ومنذ اللحظة الأولى لاستلامي عملي الجديد ان تكون متابعتي ومتابعتهم لإموركم أكبر من مجرد إنجاز معاملات بل لا بد من إدراك أن خلف كل معاملة وملف مواطن او مواطنة مغترب يلجأ إلينا وينتظر منا أن نكون أهله في ديار الغربة وبكل أمانة وجدت ولمست من الجميع الأستعداد التام والحماس غير المنقطع النظير والرغبة الصادقة والمخلصة للتعاون والعمل من أجل مصلحة بلدنا ومصلحتكم وخدمة المسيرة العلمية التي نحن جميعاً جزأ لا يتحزأ منها.
٣. ولقاء هذا وتلبية للمصلحة الوطنية والمصلحة العامة ووفاء وعرفانا لوطننا الحبيب انني انتظر مِنكُم الحرص على متابعة دراستكم ومهماتكم التي وصلتم الى هذه البلدان من أجل إنجازها وتحقيقها بالوجه الأمثل والأفضل والأحسن. آملين ايضا تزويدكم دوائرنا في ساحات عملنا في هذه البلدان بكل ما يسهم في متابعة أوضاعكم الدراسية الخاصة منها والعامة وستجدون أننا نستفيد من هذا التواصل وهذه المعلومات لصالحكم ولمصلحة وطننا وكذلك نقدم العون والنصح لما فيه الخير لكم ولدراستكم.
٤. ومن الأمور المهمة والتي يجب ان لا ننساها هي أننا جميعاً وكذلك عوائلنا إن كانت معنا؛ سفراء لبلدنا وكما هو معهود عليه وموصوف له الشخص العراقي من حُسن الخلق والسلوك والعمل الجاد والصبر والتحمل للوصول الى الغاية الحميدة المرجوة، وهذا ما نعكسه بجديتنا وعملنا المتواصل الدؤوب الجاد المخلص وكذلك بأخلاقنا الحميدة ومُثُلِنا وقيمنا الانسانية والعلمية وتصرفاتنا الطيبة والتزامنا بالقوانين ومراعاتها وتطبيقها والضوابط والتعليمات وحب العمل والإخلاص فيه وحب العِلْم والتعلم والصدق والأمانة والطموح المشروع والتنافس العلمي والمساهمة في نقل العلوم والمعارف والتقنيات عند عودتكم الى بلدكم فتزودوا من اي فرصة مفيدة خلال تواجدكم وعملكم في بلدان دراستكم وكما أوصيكم وصية أب وأخ مخلص لكم بالمثابرة والدأب على التفوق وحب المنافسة الشريفة، آملا منكم أن تغتنموا فرصة دراستكم بأن تأخذوا لباب ما لدى بلدان دراستكم من العلوم والمعرفة والثقافة البنّاءة والتطور والإبداع وحب العمل والإخلاص والتفاني واحترام الوقت وتنظيمه وحب العمل الجماعي والتعاون وتنقلوه الى بلدنا العراق، وان تعطوا لُب ما لديكم من موروثاتكم الطيبة الخيرة الإنسانية والثقافية والحضارية والأخلاقية في ميادين عملكم وأن تتركوا هذه البصمات ورائكم.
٥. نعدكم وإن شاء الله سوف أقوم بزيارات لكم أينما كُنتُم ونلتقيكم ونجتمع معكم عن قرب ونستمع الى آرائكم ونقف على مشاكلكم إن وجدت وعلى المعوقات التي واجهتكم أو تتوقعون ان تواجهكم وللعمل معا على تيسير تلك الأمور وسبل تذليلها لكم وفي نفس الوقت فإنني أرحب بإستقبال أي أحد منكم في مكتبي في الملحقية وكذلك يمكنكم التواصل من خلال جميع قنوات الاتصال والتواصل المتاحة، وإنني احاول أن أضع اقصر المسافات بيني وبينكم وأن أكون مستمعاً ومصغياً لسماع صوتكم والوقوف عن كثب على قضاياكم وان دوائر البعثات بموظفيها تسعى جاهدة لتوفير مناخات دراسية نقية ومريحة لكل طلبتنا من دون أي شوائب تعكر صفو مسيرتكم العلمية والاكاديمية. وكذلك إيماني العميق أن على الملحقية الثقافية دور مهم و كبير في بناء وتعزيز العلاقات الأكاديمية والثقافية بين بلدنا وهذه الدول التي تتواجدون فيها وضمن مسؤوليات عملنا.
نسأل المولى العلي القدير ان يوفقنا ويعيننا جميعا على أداء هذه الرسالة النبيلة لما فيه الخير لوطننا الحبيب وشعبنا الكريم المعطاء ونسأله تعالى أن يبلغنا ذلك اليوم الذي نحتفل فيه واياكم جميعاً بتخرجكم وتكونوا من الخريجين المتميزين الذين يتركون وراءهم بصمات علمية راسخة متينة يُشار لها ويحتذى بها، وأن تكونوا مثلا طيباً وأسوة حسنةً يحتذى بها ويحتذي بها كل من يأتي من بعدكم من الطلبة في المستقبل. وارى نفسي وزملائي نذهب فنودعكم ونراكم عائدين الى ارض الوطن المباركة حيث الأمل والآمال الطيبة بعودتكم وحيث الأحبة والأهل والذكريات وساحات العمل المتعطشة لكم ولعملكم وعطاءكم فِيهَا، تعودون الى هناك وأنتم تحملون العلم والمعرفة والتقنية والحداثة والتجربة لتشاركوا في تطور البلد ودفع عجلة التقدم والتطور والتنمية والإنتاج الى الامام وتسهمون في بناء مستقبل زاهر وواعد وان تعمروا ما خربه الجهل والمرض والفقر والويلات والنكبات التي مرت على وطننا العزيز.
ختامًا اتوجه بأسمى آيات المحبة والشكر والتقدير والعرفان لكل المخلصين القائمين على خدمة بلدنا العراق وعلى كل الجهود الخيرة البنّاءة المبذولة من قِبل الجهات ذات العلاقة وكذلك أشكر سفارات جمهورية العراق في دول تواجد دوائر بعثاتنا الثقافية على دعمهم المتواصل لعمل تلك الملحقيات، وفقنا المولى جميعاً لما فيه الخير والأمن والسلام خدمة لبلدنا العزيز وشعبنا العراقي المعطاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور حسن هادي علي
المستشار الثقافي
لندن